عقدت لجنة التُقانة الرقمية وعلومها اجتماعاً في المركز التربوي للبحوث والإنماء في الدكوانة، خصصته لمتابعة مسار تطوير المناهج، وذلك بحضور عدد من الخبراء والأكاديميين والتربويين المعنيين.
رئيسة قسم المعلوماتية في المركز ومنسقة لجنة التُقانة الرقمية وعلومها، د. غريس صوان، أكدت أن الهدف من العمل هو الانتقال بالتلميذ من كونه مستهلكاً للتكنولوجيا إلى مشارك فاعل في الاقتصاد المعرفي. وقالت: "نحن نعمل على بناء منهج يوازن بين المعرفة النظرية والممارسات التطبيقية، بحيث يُمكِّن المتعلم من التفكير الحاسوبي وحل المشكلات، ويعزز قدراته على الإبداع والتكيف مع متغيرات سوق العمل".
وشددت صوان على أهمية إدخال بعد إنساني وأخلاقي على التعليم الرقمي، ليكتسب التلميذ إلى جانب المهارات التقنية، مهارات حياتية كالتعاون والتواصل والسلامة الرقمية، في ظل تزايد المهن التي ستختفي وأخرى ستولد مع التطور التكنولوجي.
من جهته، أشار البروفيسور شربل فارس من كلية الهندسة في جامعة الروح القدس – الكسليك (USEK)ومنسق المرحلة الثانوية في لجنة حقل التقانة الرقمية وعلومها، إلى أن الثغرات التي يعانيها الطلاب الجدد في مجال التكنولوجيا مردّها إلى غياب التأسيس في المدارس. وأضاف: "نحن نواكب تطوير المنهج كي يتخرج الطالب من المدرسة وهو يمتلك المعرفة الأساسية، ما يتيح له الاندماج سريعاً في التعليم الجامعي وسوق العمل".
أما جيسي ونا بربر، منسقة مادة المعلوماتية في ثانوية الرهبات الأنطونيات – غزير، وعضو لجنة حقل التُقانة الرقمية وعلومها، فلفتت إلى أن العمل لا يقتصر على كتابة المنهج، بل يشمل تصميم مضمون يراعي مستقبل سوق العمل لعشرين سنة مقبلة. وتابعت: "نغطي مواضيع متقدمة من الذكاء الاصطناعي إلى إنترنت الأشياء، لكننا نواجه تحديات حقيقية أبرزها الفروقات في البنية التحتية بين المدارس".
يُذكر أن اللجنة تضم خبراء أكاديميين وتطبيقيين، وتسعى لتحديث مناهج المعلوماتية بما يتماشى مع حاجات المتعلمين والتطور التكنولوجي السريع، مع الحرص على العدالة التربوية بين مختلف المدارس.